منتديات جزيرة كولب الخلابة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحن عنوان التعاون


    الدفة والمجداف

    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 10:53 pm

    الدفة والمجداف
    ===========
    تأليف : رمضان مكى

    الجزء الأول ..
    لو كنت مسافرا من شمال السودان الشقيق الى جنوب مصر الحبيب على متن مركبة شراعية تجد مايسر النفس والخاطر ..
    تغوص بنفسك فى اغوار طبيعة خلابة وكأنك تطفو على الهواء ..
    تنسى همومك وهموم الدنيا كلها ..
    شمس مشرق وبديع ينعكس انكسارها على هذا النهر البديع نهر النيل الخالد .
    تسمع اصوات الطيور و زقزقة العصافير بأصواتها البديعة والمختلفة ..
    لكلا من الطيورالمحلية او المهاجرة ..
    التى اتت الى المكان وكأنهم مصطافون يعزفون سيمفونية منظمة دون نشاز ..
    و كأن بينهم قائد اوركسترا عالمى يجيد قراءة النوت الموسيقية , و من الغريب أن بامكانك ان تميز اصواتها ان كانت محلية اومهاجرة.
    وانت مبحرا الى الشمال حيث الريس (سمبو) يفرد الشراع , يستعد للابحار فى جو هادىء بنسماته الفواحة و رائحة اشجار الحنه الفواحه و رائحة اشجار السنط الطبيعية , تشعر وكأنك ملأت صدرك ..
    ويقولون فى الامثلة السودانية (اللى عنده قرض ما عنده مرض) ..
    والقرض بذور اشجار السنط يستعمل لدبغ الجلود ويدخل فى كثير من الادويه الطبية.
    و تبحر المركبة و تشق النيل وكأنها فرخا من الورق المقوى ..
    تسمع خرير الماء مع أصوات السواقى و حركة الشواديف على شط النيل , و لكل ساقية صوتها المميز تعرف بأنها ساقية فلان .
    و على مد البصر ترى صفوف النخيل بانتظام شامخة رافعة رؤوسها كأهل بلادها , وكأنها عسكر فى الجهادية لا تأبه من حرارة الصيف وبرد الشتاء , حتى زعابيب امشير , ناهيك عن اشجار الفواكة طارحة ثمارها بانواعها المختلفة و الوانها البديعة , و كلما تحركنا الى الشمال ترى كثبان من الرمال الصفراء الجميلة التى عليها اثار الرياح وكانها بساط مرسوم فى الارض بريشة فنان عبقرى وموهوب وتجد الجبال الشا مخة و عليها نقوش من الدهر , تحمل على ظهرها طيات الزمن البعيد والجبال والرمال تكون الفاصل الطبيعى بين القرية والقرية الاخرى .
    بين الحقول الخضراء والاشجار المثمرة و صفوف النخيل المنتظمة ترى الفلاح النوبى بسحنته السمراء البسيطة التى اكتسبها من لون الطبيعة من جبال تميل الى السواد و رمال صفراء و طمى النيل الحنين , و هذا الخليط اكسبه اللون النحاسى والانف العادى ينفرد به اهل النوبة سواء فى الشمال او الجنوب , وعلى شط النيل بجلاليب ناصعة البياض وعمامتهم المميزة و الذى ينفرد بها كل شخص على حده ..
    و اما الشباب تراهم يكدون فى الارض , يلبسون العراريق والسراويل الزرقاء ويسمى (صافين قميص) و هذا اللون يتحمل المشقة فى العمل الدئوب .
    وفى العصر الحديث استعمل هذا اللون الامريكان (الكاوبوى ) و سمى بالجينز الامريكى ..
    و أول من عملوا به هم النوبيون ..
    واما اصحاب الجلاليب البيضاء رجال كبار يعطون الارشادات لأبنائهم فى شئون الزراعة و يلاحظون اعمالهم معززين مكرمين , و للكبير تبجيل واحترام.
    يلفت انتباهك البيوت النوبية المتناثرة على هذه الجبال و المرتفعات تعطى حنيه لقسوة الجبال بألوانها المختلفة , حولوا الجبال الى تحفة معمارية يشيد بها العالم تسر القلوب قبل النظر , و من الملاحظ ان كل البيوت تطل على النيل ابواب كبيرة بها نقوش مدروسة محفورة على الخشب تحكى قصصا واساطير و بها الدبه والمفتاح , و المتفا ح من الخشب على شكل رقم ستة و به سنتان اوثلاثه حسب التصميم وتكون داخل الضبة تعشيقات وتسمى (بالسوقاطه) فترفعها هذه السنون عندالفتح ولا يفتحها اى مفتاح اخر و هى نفس فكرة الاقفال المسوجرة حديثا , و اما الشبابيك لها احجام مختلفة و اشكال بديعة .
    ان هذا المعمار الفريد يدرس فى جامعات العالم كعمارة مميزة و صديقة للبيئه وتسمى بالعماره الخضراء وسماها الدكتور /حسن فتحى شيخ المعماريين "ابنى من تحت رجلك " .
    واما( الريس سمبو) يعرف اهل البلاد واسم كل بلد وكل نجع وله اصدقائه المقربون من اهل مهنته ..
    وقبل غروب الشمس من الرحلة الممتعة امسك ( سمبو) بالدفه وابحر يسارا وهو ينادى الى اصدقائه (ووه شرقى , ووه شرقى ) ..
    فخرج من وسط اشجار الفواكة المثمره شاب يافع قوى البنيان يلبس العراقى والسروال المميز .
    فضل ياعم (سمبو) .... من اين انت آتى يا عم(سمبو) ؟ حمد الله على السلامه.
    (سمبو) يتكلم العربية بلكنته النوبية , فسألته :
    يا عم (سمبو) انت تجيد العربية ؟
    قال : لااجيد العربية لأنها ليست لغتى الاصلية .
    و قال (سمبو) : هل تفهمنى حين اتحدث بالعربية ؟
    قلت له: نعم ...
    وأكد هل تفهمنى جيدا حين أتحدث اليك ؟
    قلت له : بالطبع وماهى المشكله لديك ..
    فوضعنى هذا الرجل البسيط فى موقف لا احسد عليه .
    سألنى :
    لماذا تحترمون الخواجات حينما يتكلمون بلكنة يصعب فهمها ..
    تكونوا مبسوطين للغاية و تقولوا "الخواجه بيتكلم عربى" , و تنظرون اليه بنظرة احترام وتقدير .
    يا أستاذ احنا ثقافتنا نوبية , بنتكلم فى السياسة بالنوبي ,
    وفى الثقافه (بردك) بالنوبى , و في الفن (بردك) بالنوبى , و اغانينا كمان.
    و فى اثناء الحديث كان الريس (سمبو) يلملم فى الشراع لكى يرسوا على شط الجزيرة و انزل السقاله والتقاله ونزلنا من المركبه وربط المركبه على جزع من النخل , و استقبلنا الشاب (شرقى) بكل حفاوة وترحاب وعانق(سمبو) بحرارة .
    لفت نظري وجود ساقية جميلة يدور بها بقرتين جميلتين ظاهرة فيهما عز الرعية رعياً طبيعياً ..
    سمان يسر الناظر , يجرون الساقيه الكبيرة و كأنهم يتآنسون .
    و مشينا على جدول مهذب تهذيب فلاح نشط وتحت شجرة سنط ضخمة بها ثلاث ازيار , و دون ان تشعر تذهب اليهما لكى تروى ظمأك سواء كنت ظمآناً أو غير ذلك ..
    و تستنشق رائحة الروائح الذكية من مانجو و أشجار الموز .
    و جلس العم(سمبو)على العنقريب الوحيد المصنوع من خشب السنط و حبال ليف النخيل , واتكأ ممددا جسده النحيل على وسادة محشوة من شعر الماعز , و جلسنا على سجادة من القماش ذات ألوان مختلفة و بسيطة و أحضر (شرقى) قدحين من القرع بهما لبن رائب كترحيب لنا و كان مذاقه رائعا , فتشعر فى الجزيرة أن كل الاشياء طبيعية , أوانى الاكل من الفخار(النوبى) .
    و سألنا الاخ (شرقى) : كبف حالك ؟
    قال : أحمد الله وأشكر فضله ....
    هل انت مبسوط ؟
    رد : و فوق الانبساط .
    لاحظت فى لكنته انها مصرية فشعرت اننا دخلنا الحدود المصرية الى جنوب مصر ..
    وما اسم هذه الجزيره ؟
    اسمها ( آرتى شطاوى) .
    فضحك الريس (سمبو) وقال :
    بالله عليك انت مش عارف احنا فين !
    فتنا الحدود السودانية و دخلنا حدود بلادنا المصرية.
    ولذا لاتشعر بالفرق الا بفرق اللهجة فتدخل الى الحدود المصريه بانسيابية دون ان تشعر بفارق , فاللغةالنوبية هى اللغة سواءً فى شمال السودان او جنوب مصر ..
    النوبيون السودانيون ينكلمون العربية بلكنة سودانية و النوبيون المصريون بلكنة مصرية . وهذا هو الفارق الوحيد لكى نعرف هذا من ذاك.
    ومن الملاحظ عدم وجود بيوت فى الجزيرة كلها , و الجزيرة عبارة عن حظائر كبيرة و قليل من اسوار الطين اللبن بارتفاعات بسيطه , و بها ابقار وماعز و بعض الدواجن .
    وارتفاع الطمى بالجزيرة من سطح الماء إلى ثلاثة امتار تقريبا , و استمتعنا بهذه الليلة فى (آرتى شطاوى) على انغام الكسر (الطمبور او السمسميه) مع تجمع من شباب هذه الجزيره يغنون المواويل النوبيه و شعرت فى هذه الليلة أن الجزيرة كادت ترقص حاضنة ضيوفها
    فودعونا بكل حفاوة كما استقبلوننا .
    و فرد الشراع (الريس سمبو) وامسك بالدفه مغادرا الجزيرة الى الشمال فى صباح تكسو على الاشجار قطرات الندى و خرير الماء و طارت امامنا الطيور كأنهم يودعون ضيوف الجزيرة .
    اتجهت المركبه الى ناحيةاليمين قاصدة " البرالشرقى" ثم انعطفت الى اليمين قليلا لكى تسلك طريقها من منتصف النيل , وجدت (الريس)صامت لا يتكلم وينظر الى السارى محملقا عينيه وظهرت على وجهه بوادر تعجب وتركيز على الدفه وينظر الى اليمين تارة والى اليسار تارة اخرى , وانزل براحة كفيه وهو ساند الدفه برجليه وقال :
    هل ترى لون الماء قد تغير ؟
    نعم تغير ماء عكر لونه رمادى وشرب
    وقال : الحمد لله (الدميره) وصلت ياولد ده الخير كله , الطمى والماء العكر ننتظره من السنه للسنه .
    فالنوبيون يحبون النيل وكان النيل يقدس فى هذه البلاد ..
    ولذا تجد البيوت كلها مفتوحه ابوابها وشبابيكها على النيل لياخذ كل انسان حقه فى رؤيه هذا الشيء البديع ...
    .....يتبع .. الجزء الثاني ......
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 10:55 pm

    الجزاء الثانى
    وبدأ سمبو يلملم في الشراع[/ أننا وصلنا إلى المرسى مكان النزول ورحب بنا كل من كان على الشاطئ من شباب وكبار واستقبلونا بحفاوة بالغة وبالأخص الريس (سمبو) ووقفوا يتساءلون :
    من هذا الذى معه ؟
    بصوت خافض فلاحظ سمبو ذلك بفطرته التى لمستها فيه
    ونظر إلي وقال :
    ده فلان ابن فلان ..
    وقال لأحد الشباب إنه إبن عمك وللثانى وهذا إبن عمتك وهو قادم من السودان
    لأول مره فاخذونى بالأحضان والكل كرر السلام بحرارة ..
    لقد شعرت فى هذه اللحظه بقوة غريبة بقيت كالوتد المغروس فى أرض صلبة وجبل شامخ على الجسر وانتابنى البكاء هؤلاء اهلى هؤلاء ابناء عمومتى وانا لااعرف غير ابى وامى الذين تركوا البلاد وهاجرو الى بلاد اخرى وهذه قريتى وكانها احتضنتنى وشعرت بدفء شديد دفء انسان يتيم و انا فى هذا الذهول سمعت صوتا وكانه فى الاغوار وافاقنى الصوت وقال الريس : .
    بعد اذنك أنت دلوقتي فى بلدك وسط اهلك استاذن منك لأن المشوار كان طويل 0
    اتفضل ياعم سمبو كترخيرك روح ريح ونلتقى فى مابعد ومتنسانيش .
    نساك الموت ياولدى مع السلامه ..
    وعانقنى وركب حماره وكان فى انتظاره ابنه الكبير .
    إلتف الكل حولى وكان الوقت بعد الغروب حيث سمعنا الأذان بصوت جميل لم أسمعه من ذى قبل صوت هادى يشد الإنتباه ويدخل الطمانينة فى القلوب وتحركنا تجاه القرية وزفتنى الفرحه ومتشوق لأرى اهلى والبيوت وشكل قريتى وكان المسافة قد طالت وسط النخيل واشجار الفواكه وانتهت اصوات الطيور وزقزقة العصافير شيئا فشيئا وبدأت تصعد نقيق الضفادع بأصواته المختلفة مع أصوات السواقى شيء مبدع حبا الله اهلها بان يمسوا ويصبحوا على انغام من الطبيعة ..
    ونحن فى الطريق آتى طفل بحماره وسلموه حقيبتى وعاود طريقه وسبقنا ولااسمع ما دار بينهم من حديث وظهرت البيوت والمسجد الوحيد بالنجع الذى رفع منه الاذان وأمامه تجمع من اهله. بجلالبيهم البيضاء منهم الشباب وفيهم الكبير والمسن كانو فى انتظارنا وكان الطفل ابلغهم بوجود ضيف فى القريه وتعرفت عليهم وشعرت بسعادتهم حين اللقاء ولا ادرى اين الحقبيه و الطفل صاحب الحمار
    وصلنا إلي المسجد قرب صلاة المغرب وصليناها جماعه بامام يجيد التجويد وصوت جميل لاتمل ولاتكل عن سماعه
    وتريد ان تطول بك فترات صلاته لكى تستمع قراءة القران من هذا الامام شاب منير الوجه ذو لحيه خفيفه وتظهر عليه علامات الوقار وعمامه ناصعة البياض تتدلى جزء منها الى الخلف وتسمى (بالقدمة)
    ويرتدى جلباب قصير تصل حتى الركبه وسروال أبيض والكل يحبونه وبعد انهاء الصلاه يجتمع حوله الاطفال وفى يد كل منهم مصحف بالاجزاء التى ستتلى وتحفظ وقبل ان يبدأ با لتحفيظ والاطفال جالسون
    ياتى الكبار يسالونه فى شئون دينهم ودنياهم وعن شهر رمضان القادم بعد ايام واحكام الصلاه ويسالونه فى الفقه والاحاديث والسنن ويجيب لهم با سناد صحيح من كتب الاحاديث والسنن 0
    ونحن خارجون من المسجد سالت من معى من رفاق عن هذا الشاب قالوا :
    انه ابن فلان جزاه الله كل خير تخرج من كليه اصول الدين بجامعة الازهر وعين بالقاهره فى احد المساجد وانتتقل الى هنا بناء على رغبته ليكون هنا مع اهله يفقههم فى أمور دينهم ودنياهم ويحفظ أطفالنا القرآن وتلاوته 0
    فاطمئن قلبى له كثيرا وعن هذا الجيل خاصة انهم تحت أيدى أمينه ومتخصصه وشكرت الله وجود شاب مثل هذا فى قريتى0
    وقد كان الظلام قد حل وظهرت فى الافق أنوار خافته فى مرتفعات قريبه باضاءات بسيطه وكانها معلقة فى الهواء فقالوا هذا منزلكم 0
    ومشينا الى هذا المرتفع بكل سهوله ووصلنا الى البيت مكان الاناره كانت لمبات من الجاز حامليها نساء واطفال وهم بنات خالتى وبنات عماتى منتظرين قدومى لان الطفل راكب الحمار سبقنا بالخبر وسلمهم حقيبتى ورغم انخفاض الاضواء شعرت بالأنجذاب اليهم ورغم سرعة خطواتى اليهم واقتراب االخطوة تلو الخطوة تحولت الثوانى الى ساعات وكانها اطول واجمل مسافه مشيتها فى حياتى رافعا ذراعى وعانقت جدتى دون الفرز تلقائيأ بالمشاعر
    وحولى اطفال حتى دخلت المنزل بالباب الكبير الذى كان مواربا ووصلت الى الدهليز المظلم الذى انيره بالفوانيس المحموله وكانها ليلة عرس وانا حاضنا الجده ووصلنا الى باب الدهليز المطل الى الحوش
    ورأيت سريرا ممدد عليه رجل وحين الاقتراب تحرك وقام وجلس الى طرف السرير (العنقريب) وتسارعت خطواتى تاركا الجده نحوه وقبل ان يقف عانقته بحراره فهذا هو الجد الكبير 0
    كانت بيده سبحه طويله وبرش مفروش على الارض وطشت وابريق من النحاس 0 حمدالله بالسلامه ياولدى
    عرفت خبر وصولك من الولد راكب الحمار فظل الجميع واقفون حتى ياذن الجد لهم بالجلوس
    وعرفنى ببقيه افراد العائله من كبار واطفال وكانت ليله مثمره حتى منتصف الليل
    اخذنا الاذن من الجد انا ورفاقى الذين اصطحبونى من المرسى الى المنزل
    وعدنا الى الدهليز ثم المندره بها ثلاث شبابيك مفتوحه على النيل وبالغرفه سته من الاسره (العنقريب)
    ومفروشه بملايات زاهية الالوان والارضيه مفروشه بابراش من الخوص وبها نقوش والوان فى غايه من الجمال وجلس الجميع مرة اخرى بعيدا عن الجد وسألونى باشتياق عن الوالد وعن الوالده وعن احوالهم فى الغربه
    ومتى سيصلون لزيارتنا قلت لهم فى القريب العاجل باذن الله0
    والوقت اقترب الى الواحده وداهمنى النعاس واستاذنت لكى امدد جسدى قليلا واكمل معهم الحديث لكن النوم كان اقوى من النعاس
    وفى الصباح لن اجد احدا الاا بن عمتى وصبحنى بالخير وقال انت كنت بالامس مرهقا وحكيت له عن رحلتى
    الممتعه مع الريس (سمبوا)حتى الوصول فضحك وعذرنى0
    واحضرالفطار كانت وجبه دسمه من ا لشعريه بالطريقه النوبيه المعروفه بها قطعه من السمن اوالزبده الخالصه (فوروه) فى اناء كبير يسع لثلاث افراد والاناء من الصينى الفاخرويسمى (بالباشريه) وصينيه مزركشه بالوان بديعه ومغطاه بطبق من الخوص المصنعه يدويا بخطوط مدروسه 0
    وطبق من عسل البلح للاضافه ان اردت وهذه الاكله غنت لها واحده من الشاعرات النوبيات فى القديم
    الاوهي الشاعره والفنانه (بوج بوجيه) تناجى زوجها الذى ترك القريه وسافر الى مصر ليعمل هناك وطال انتظارها ودخل دروب المدينه باحثاً عن عمل وانقطعت بينهما الصلات وتسمع عنه من القادمين انه لايعمل وماذال يبحث عن عمل(خالى شغل) بالمعنى الدارج فارسلت له بموال وكان حين زاك الفن يعتمد على التلقائية
    فتقول بما معناه (يا من سافرت الى مصر با حثا على عمل ولن تجده ومازلت جالسا فى ظلال بنوك مصر عد الينا ) ( يامن اشتريت كبرى شبرا عد الينا ) ( يامن اشتريت اطيان فى مصر العتيقه عود الينا ومهما تغربت هذه الاشياء كلها لاتساوى قيراط من الفدان او حوضا من اللوبيا فى النوبه
    وبعد تناول الفطار احضر الشاى الحليب فللشاى طقوس خاصه 0

    صينيه صغيره اومتوسطه على حسب اعداد الضيوف براد جميل وسكريه ولبانه وطقم رائع من الفناجيين وملاعق صغيره ........يتبع .. الجزء الثالث
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 11:01 pm

    الـدفة والمجـداف


    الجزء الثالث
    بعد تناول الشاي قد كان الجد قد خرج بعد صلاة الصبح مباشرة الى الزرع خرجت لأتفقد البيت الجميل دخلت الى الحوش مكان لقاء جدى رايت على اليسار صومعتان كبيرتان ومثلهما صغيرتان بهما نقوش تشد الانتياه وخطوط من الطين مجدوله كخصل الشعر ومرصعه بالصينى المكسر وبكل صومعه تكا ءات قويه تتحمل ثقل الرجال وهذا لاخراج المخزون من القمح او مما خزن من غلال وعلى اليمين جزع من الشجر على شكل (سبعه) معلق غليها قربه من جلد الماعزويسمى (بالدلو)وهى خضاضه اللبن تفصل اللبن من السمنه وهذا بعد تخمير اللبن
    وفى الواجهه غرف النوم امامها برنده كبيره معروشه بجريد النخيل وفوقها زعف النخيل وعليها طين مخمر بكرك او روث الحيوانات وقليل من الطين لكى يكون متماسكا فى سقوط الآمطار
    الديوانى وهى عباره عن غرفه طويله بعرض المنزل حوالى عشرة أمتار وعرض اربعه أمتارتقريبا
    وبها حمام وغرفة نوم والباقى الديوانى وتدخل اليه تجدها وكانها معرض داخل البيت والحوائط باكملها معلق عليها كل ماتتخيله من اشياء بيئيه وأعمال يدويه ونماذج صغيره من الصناعات الفخاريه النوبيه الاصيله وكانها متحف وهذا للعلم فى اغلب البيوت
    واول مايلفت نظر الضيف المقيم وليكن غالبا العريس لانها فى الاصل مجهزه للافراح وللعريس وعروسته وكانه جناح خاص لهم داخل المنزل لان العريس فى النوبه يدخل فى منزل العروسه لمده سبعه ايا م 0
    فالاطباق معلقه بعنايه وللاطباق اسمائها (كرج- وشور- وكنتى وكنتين توقل- وكوبشى و كنتين ولييل)




    اولا الكرج- اصغر من- الشور- تغطى به الاشياء الصغيره




    ثانيا – والشور- اكبر من الكرج وتغطى به السفر الكبيره

    ثالثا- كنتى- توضع به الغلال اوالدقيق
    رابعا- كنتين توقل – اصغر بكثير من الاول وتكون زاهيه الالوان لانها تخرج فى مهام خاصه كالافراح والمناسبات السعيده
    خامسا-كوبوشى اناء من الخوص يحمل على كف اليد وتكون فيه اشياء خاصه0
    ثالثا-كنتين وليل مرزكش وبه الوان جميله مخصصه للافراح وكبيره فى الحجم
    والابراش معلقه بطريقه جميله منها الملفوف ومنها المفروش على جدار الحائط واشهرهم(غجرين بوروش)
    والالوان فى الاطباق لها اسمائها(بحر موج) اى امواج البحر – كيكيه – تا نغسكوه ـ مشن نر –اونتى –ماج ميريه)
    (تانغسكو اى الاطباق المكتوبة بالأسماء و (مشا نر) شعاع الشمس و اونتى الالوان القمريه ومانج مرى قاطع الحسد اوالعين و(ككييه) طبق بنقوش مختلفه (الاجول) والاجول بالغه العربيه السودانيه تسمى( بالجردقه) عباره عن وعاء من الخشب بشكل مميز وجميل وغالبا مايكون لونه احمروبه خطوط خضراء وشكله يلفت للانتباه وتعتبر مطموره للروائح المصنعه محليا وفى القريه سيده كبيره فى السن(اسمها سكينه غوليب) تحملها فى يدها وتخرج بكامل زينتها بملابسها الانيقه المخصصه لدعوة الافراح جرجار من الكومن وهو زى تلبسه سيدات كبيرات فى السن وعليه السردهان وهى عباره عن شال كبير مزركش بالوان بديعه وتخرج لدعوة اهل القريه بكاملها على مدى سته وثلاثون كيلو وتبدأ الدعوه قبل الفرح بشهر تقريبا وهذه السيده يعرفها كل اهل البلد والاطفال الصغار حينما يرونها يلتفون حولهاويعرفون جيدا انها تاتى يالاخبار الساره بدعوة فرح فهى الفرحه كلها وتدخل كل بيت وتتانس معهم وتدعووهم وتقول ان فرح فلان ابن فلان فى نجع كذا يوم كذا فدعوة (سكينه غوليب) تعتبر دعوة اهل الفرح وتفتح ( الاجول) وتعطر اهل المنزل من كبير وصغير فيعطوها قليل من السكر وقليل من البلح او اى شى كترحاب لدعوتها التى لاتقدر بثمن وتجوب النجع وهى تغنى باسم اهل العريس والعروسة والأطفال حولها يرددون ماتقول حتى ان تنتهى من النجع وتدخل الى نجع اخر0
    وهناك المطبخ اغلبها من الفخار والطين وبها( الدوره) وهى من الطين النيلى المخمر اى الطمى مصنوعه على شكل هلال وتوقد بها النار من الحطب وهذا للطبخ وعمل الشاى و المشروبات الساخنه
    وغرفه الخبيز(ديون نوج) غرفه مستقله بها اوانى من الفخار كبيرة الحجم لتحضير العجين للخبز
    وللخبز النوبي أنواع عده منها (الكابيده ـ والسلابه ـ والشدى ـ والسلابه له اسم اخر فى قرى نوبيه اخرى تسمى بالجرايه)0
    الكابد اكبر سماكه من الشدى وعامة تكون وجبه الغداء مع الملوخيه اوورق اللوبيه اوورق البازلاءالخضراء0
    اما( السلابه) ارق بكثير من الكابد وتتناول دائما مع الافطار ويختلف دقيقها عن الاخريات يكون الدقيق دقيق قمح فقط وهو بطيْْ فى الهضم لان بعد الفطار جد وكد وعمل يكون الفطار دائما مع(السلابه) لبن رائب او حليب وتضاف اليه السمنه0
    (الشدى)فى نفس سمك السلابه ويصنع من الذره تزود فيه الخميره لكى يكون سهل فى الهضم وتاكل فى كل الوجبات وبلاْخص وجبة العشاء لسهولة هضمه0
    و سرحت فى الديوانى والمطبخ وسرعان ما تذكرت جدى الذى خرج مبكرا وشوقى ان ارى القريه خرجت مسرعا وكان فى انتظارى رفيقى ابن عمتى0
    وقال ماذا كنت تفعل بهذه الغيبه بالمطبخ والديوانى وضحك كالعاده وهذا ونحن امام البوابه الخارجيه للمنزل واشاره بيده وقال هل ترى من هناك وعلى مسا فه بعيده قلت له حمار ابيض اللون قال ومن بعد الحمار قلت له رجل قا ل هوجدك فأذهب له لانه فى انتظارك وانا استاذن منك لان ورائى مصالح كثيره ساعود اليك لاحقا بعد المغرب امام ميدان المسجد
    ونزلت الربوه بسهوله لان المنزل فوق الربوه ترى النخيل وكثافتها وا لنيل والمراكب الشراعيه باشرعتها المميزه الجميلة وسرعان ماوصلت الى الجد كان يكد ويصب عرقا لابسا العراقى والسروال الازرق والطاقيه البيضاء ملابس الزراعه وحينما رانى ابتسم وضحك وكانها تحيه ترحيب فوق العمل وبادلته نفس الشعورواتكأ على الطوريه بيده اليمنى وساقه اليسرى على اليمنى
    وقفة فلاح مجهد وهممت لاخذ الفأس منه رفض بشده وابتسم وقال الجايات اكتر
    ستعمل حتى تتعب لاتستعجل (فقلت فى نفسى الفأس وقع فى الرأس) وضحكت (فقال لى مايضحكك )تعالى نجلس هنا امام الزريبه وحمل الفاس على كتفه ووصلنا الى المكان بعد خطوات قليله وقبل الجلوس لمح الجد على مسافه بعيده الجده انظر جدتك قادمه الينا فتمعنت فى النظر قلت بالتاكيد هى وبعد قليل وصلت ومعها الشاى داخل اناء من الخوص وبه قليل من الرمل وعليها قطغه من الجمر ليكون الشاى ساخنا وصحن كبيربه وجبة الفطا ر(سلابه بالبن) وصلت هذه الآشياء سا خنه ووقف الجد ينادى الى اصدقائه المزارعون حضرو جميعا
    للوجبه الدسمه واما انا اكتفيت بشراب كوب من الشاى الساخن التى اعدته جدتى وكا ن من اللبن الخالص رائحته ذكيه تصل الى انفك قبل ان تاخذ شرفه منه
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 11:04 pm

    الجزء الرابع.........................-
    اثناء الافطار دار حديث بين المزارعين بأنهم سيعدون العده للمارد المحبو ب وهو فيضان النهر العظيم ، قال الجد :"اليوم بعد صلاة المغرب امام ميدان المسجد ادعوا كل الشباب"،
    وانصرف كل منهم الى عمله بعد تناول الشاى.
    وجلست مع جدى وجدتى يحكون عن الاقرباء واحوال القريه
    قالت الجدة.:"هناك أخبار بالهجرة إلى مكان أخر وسيبنون سدا يغرق البلاد باكملها، هل هناك كم من الماء لغمر هذه المنطقه باكملها؟،والله هذا شيئ لايصدقه عقل" واستطردت قايلة وكأنها تكلم نفسها:"..جبال مرتفعه وبيوت ونخيل واراضى ...كل ده سيفنى؟ والله شىء لايصدقه عاقل ولامجنون"،
    اما الجد فلم يعلق بشئ واكتفى بالتحديق في المجهول،
    أحسست انه لايريد ان يتطرق للامر وشعرت بتغيير فى ملامحه وساد صمت القبور،
    ذهبت الجده الى الحظيرة واخرجت البقرة واتجهت نحو الساقيه وقمت راكضا اليها واخذت البقرة منها وعلقناها فى الساقيه ولفت البقره ودارت الساقيه وارتفع الماء فى الـ (مرتي نين) الجدول الرئيسى. وقام الجد صائحا:"اجرى ياولد حصل المية، الميه اتكسرت"، فجريت حاملا الفأس تاركا الساقيه وحصلنى جدى لكنى كنت محتار فى كيفية غلق الجدول فصار يعلمنى فن الزراعه
    ويقول ضاحكا: " لسه بدرى عليك ياولد افتح المية لحوض البرسيم وهذا نبات القرطم وذاك نبات الفول وحوض الحلبه امامك . وتلك كرمة العنب"، وعرفنى المحاصيل الشتويه والصيفيه وكل الاشجار المثمره حولنا فعرفت البرتقال واليوسفى والمانجو ناهيك عن النخيل بأنواعها (اسكته- ملكابى –قنديله-برتموده-ابريمى –دوغونه) وشجرة الجميز العتيقه وشجرة السنط. أخذت الجده ربطه من القش على راسها وبقيه اوانى الشاى وصحن الفطار عائده الى المنزل. وبقينا نسقى حتى انكسرت الشمس وعكست أشعتها على النيل
    وجريت بهمة الى البقره واخرجتها من الساقيه وادخلتها الزريبه وركبت الحمار قاصدا المنزل ومعى ربطه من القش وترجل الجد بعد ان توضأ من النيل استعدادا لصلاة المغرب وقال:"ساكون فى انتظاره هناك"،
    عدت الى المسجد، وبعد الصلاه اجتمع ابناء النجع امام ميدان الجامع وحضر ابن عمتي الذي تركني فى الصباح لينهى أعماله، وقف الخطيب قائلا:"بسم الله"، وبدأ فى الحديث عن الفيضان وخيراته وعن اضراره،
    وقال:" إننا نعد العدة كل عام ونعمل تحصيناتنا ، ومع ذلك رغم الاستعدادت تكون كوارث ، بسيطه نريد ان نتداركها هذ العام ولذا يجب ان نركز على الاماكن الضعيفه التى ظهرت فى الاعوام السابقه"، وتدخل في الحديث احد المزارعين وحدد نقاط الضعف، وقام اخر باقتراح جديد بجمع كميه من الجوالات الفارغه وملئها بالرمال ورصها على الجسور بطبقات مرتفعه وردم الرمال خلفها.
    استحسن الجميع هذه الفكرة وطلبوا تنفيذها، فوقف( الجد) يوزيع الشباب في مجموعات من عشره مجاميع على طول الجسر موازيا للنجع وان يكون العمل فى الصباح الباكر بعد صلاة الصبح، كما قام الجد بتحديد دور النساء طالبا اخبارهن من الليل لكي تقمن على خدمة الشباب اثناء العمل لاحضار الفطار والمشروبات وبعض المساعدات الخفيفه.
    وبدأ العمل بجد واجتهاد وكل مجموعه كما وصف لها مكانها
    منهم من يملأ الجوالات ومنهم من يحملها على الحمير للمسافات البعيده، اغانى العمل تغنى كصوت انسان واحد يقولون (هيا يا الله) باللهمه سنعمل وعلى الله توكلنا، سنجد ونكد وعلى الله اتكالنا) والنساء تزغردن شادين من اذر الشباب، ملحمة عمل جماعيه وظهرت متاريس الأجوله الرملية بارتفاعات كبيره تشعرك بان انجازا قد تم ، ووقف( الجد) واشار بيديه لإيقاف العمل لتناول وجبه الإفطار فتجمع الكل ، مجموعه تحت اشجار السنط واخرى تحت اشجار الجميز، وتحت ظلال النخيل وقامت النساء بتوزيع وجبات الافطار ومنهن من تحمل الماء وتعطى الشاى لمن فطر ، وقبل اذان العصر انتهت هذه الملحمه الرائعه بسد الجسور والاماكن الضعيفه،
    وتجمعوا مرة اخرى وانقسمت المجموعات الى مجموعات صغيره للمناوبات والحراسه خشية الظروف المستجده، وتشرفت أن أكون ضمن المجموعات الساهرة ليلا".
    أتى خبر من المجموعة الثانية بظهور تسريب من الماء وقبل وصولنا الى المكان كبرت الفتحه واضطررنا لابلاغ المجموعات الاخرى للمساعدة وجرف الفيضان جزأ كبيرا وكان هذا اصعب من الردم العـادى بسبب ارتفاع منسوب المياه واندفاعه بقوه
    وكانت ملحمة اخرى وانتهى العمل خلال ساعات وجيزة بهمة الشباب
    وظهرت الباخرة(البوسطه) بصوت مكنتها المميزه وأطلقت سرينتهااشارة لدخولها المرسى فهرع الاهالى الى هناك لاستقبالها
    وقد سميت هذه الباخرة بـ ( البوسطه )لانها هى الرباط الوحيد بين الشمال والجنوب حاملة الرسائل والمؤن، ولحظة رسو البوسطة يتم اتباع نظام خاص، حيث يقف الاهالى حتى وصول موظف البريد والباخره بها حراسه مشدده فيها اثنين من حرس الحدود بزيهم المميز فلا يجرؤ احد على الدخول، حتى التجار اصحاب البضائع يقفون فى انتظار (احمد افندى) ساعى البريد الذي يتأخر دائما ويكون اخر الحاضرين ليبين مدى اهميته لمخاليق الله الغلابه .
    نزل الركاب وكان بينهم عمي قادما من القاهره ففوجئ ابن عمتى بمقدمه وعرفنى به وباولاده وقال:" والله مفاجأة"، ورددنا مثله بصوت واحد واخذنا بالاحضان وانتظرنا خروج الامتعه حتى وصول ساعى البريد.
    يظهر رجل حاملا لمبه جاز ويرتدى جاكيت بزرائر نحاسيه كبيره وجلباب مخطط من الكستور وعمامه صغيره ، علق على كتفه كيس من الدمور وعصا صغيره خرج الحراس وانزل العمال السقالة وصعد (احمد افندى) فى ملامة من الناس بسبب تاخيره وهو لايأبه بذلك سلم على العسكر بالاحضان ولم يترك احد حتى عمال الباخره والناس فى عجله لأخذ خطاباتهم والتجار لاستلام بضائعهم، خرج احمد افندى بعد ساعه من الزمن حاملا كيسه بقليل من الخطا بات وعدد من الطر وود واشار بيده فجرى اليه احد الشيالين واخذ منه الطرود وهو وهو يحذر الجميع بعدم الاقتراب أو اللمس وقال:" لا اريد ان ارى وجه احدكم امامى الا فى الصباح الباكر امام المكتب"، فقال احد الواقفين:" امرنا لله"، التفت اليه أحمد افندي بحدة:"ا غدا .. ستكون اخر الصف وتحضر اول الناس"، ومشى تاركا الجمهور.
    وانزل الشيالون البضاعة للتجار من زيت ودقيق وأشياء تموينية أخرى وتركوا ما ثقل حمله على الرصيف لليوم التالى وعندما تعجبت رد رفيقي :"تكون البضاعه موجوده على الرصيف لعدة أيام لا يقترب إليها احد مهما كانت قيمتها او كميتها"
    ......................... يتبع ...................................
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 11:08 pm

    الجزء الخامس




    اخذنا الأمتعة وقصدنا منزل الجد وفى الطريق سالنى




    ( العم ) متى وصلت وكيف حال والدك ووالدتك واخبارهم ايه فى الغربه




    0 الحمد لله بخير وسيصلون قريبا باذن الله




    فقال . في شهر رمضان ام قبل شهر رمضان




    قلت. لا أعلم ظروفهم




    فقال انا اجازتى قليله اتيت لاقضى ايام من هذا الشهر المبارك مع الاهل هنا فسماتها جميله فى القريه




    وباقى يومان وهذا على حسب الرؤيه واكون فى هذه الفتره دائما هناء ونحن فى الحديث تحت ضوء القمرالبديع كاشفا كل ملامح قريتى الجميله 0




    ترى الاطفال يلعبون امام منازلهم فى الميادين العاب متفرقه مجموعه تلعب (القيسر كديه) وترجمتها بالعربيه لعبه العضم او (رمى العضمه0)




    وهذه لعب جماعية يقف الاطفال فى صف واحد بنات واولاد والاكبر سنا أومن يقع عليه الاختياريمسك بالعضمه وغالبا ماتكون فك من راس خروف او عظام الفخذ وقبل البدء فى اللعبه يعمل الاطفال كوم من الرمله كعمل جماعى ويقولون من لايشترك فى العمل معنا لن يدخل اللعبه0




    ولوكانت هناك قله فى عددهم يقف الجميع لدعوة ا صدقائهم بطريقه غنائيه جماعيه جميله يدعون منهم الصاحى ويعزرون النائم منهم لعدم مشاركته معهم





    فى هذه اللعبه وسيندم غدا حين اللقاء




    وبعد التجمع يقفون صفا واحدا على خط مستقيم ويمسك الطفل المختار العضمه ويرميها رميه قويه الى اى اتجاه ويجرى الجميع يحاولون احضار العضمه المقذوفه من قبل زميلهم ويكون البحث جاريا حتى ان يلتقطها احد من الفريقين ويجرى ناحيه الكوم الذى جمعوه فى بدايه اللعبه ويغرسها داخلها و هكذا تستمر اللعبه 0 وعلق العم ونحن فى الطريق ان هذه اللعبه لها فوائدها 0 هذه تقوى النظر وتعطى الصبر والجلد والتركيز وتقوى السمع لان الطفل يسنط لمكان الرمى ويتجهه اليه 0




    والمجموعه الثانيه من اطفال اكبر من المجموعه السابقه يلعبون لعبه اخرى وهى( الهندكيه) وهى الهجاله تقسم الى مجموعتين وفيها الريس وهذا الريس يكون حامى مكان دخول المهاجم الاخر من الفريق الخصم ويكون قوى البنيه للاعتراض وتكون معركه حاميه بين المتنافسين ويشجع الجمهور خارج الملعب فهى لعبه عنيفه




    والالعاب كثيره (الفود دميه ) وهى مسك السره غالبا مايلعبها البنات يجلسون على حسب اعدادهم صفا اوصفين وتقوم واحده منهم اومن وتقع عليها الاختيار بوضع قطعه من القماش على شكل كوره صغيره فى يد الاخرى دون ان يرى الاخرون وتقوم واحد ه من المجموعه الاخرى لتحدد الهدف اواختيار من معها كرة القماش الصغيره واذا كان الاختيار صحيحا تبدل الى الفريق الاخروهكذا تستمر اللعبه ووو




    وصلنا إلى المنزل واستقبل العم وأولاده بكل حفاوة وفى اليوم الثانى اصطحبنا العم لزيارة الأقا رب وكبارالسن وعذاء من توفى وبارك للافراح( العرائس ) وبدأت ظواهرالشهرالكريم تهل من تنظيف للميادين ويتجمع الاطفال والشباب امام كل منزل




    وتتقاسم الادوار واما النساء انهمكن فى عمل( الأبريـــه) ونقع انواع البلح فى الماء لتقديمه للصائمين وقبل دخول الشمس بدقائق تم رش الميدان وتم فرش الابراش والحصر ومكان للصلاه وتجمع الكبار قبل الاذان بدقائق وجلسوابنتظام منتظرين رفع الاْذان وبداء الشباب ياتون بالمشروبات من المنازل ويضعونها امام الجالسون من كبار السن ورفع الاذان وفتحت اوانى المشروبات من الأبريه المشروب النوبى والعصائر بانواعها ويجلس الماره من هم غير اهل النجع ليأخذوا نصيبهم وروى ظمئهم وفك صيامهم




    وتقام الصلاة ويصلون جماعه بشيخ المسجد صلاة المغرب وتكون اوانى العشاء جاهزه من اكلات نوبيه خفيفه




    وبعد صلاة العشاء والتراويح وتلاوة القراءن يذهب الكبار الى منازلهم وبيداء الأطفال في ألعابهم الجميلة والتي يشاركون فيها الشباب بالحضور وتكون امسيه رائعه وفى منتصف اليل يتجمع الشباب ويقومون بدور المسحراتى يطوفون النحع بالدفوف والاغانى والتواشيح الدينية ليصحو النائمين باسمائهم وبالذات كبار السن وهكذا تمر الايام المفترجه ايام شهر رمضان حتى ترى بشائر العيد ويبدا الاهل بتوديع الايام المبارك




    تتجمع كل النجوع بميدان القريه الكبير لصلاة العيد وتبادل التهانى لانه انسب مكان للقاء الجميع من اهل القريه




    ويتفرق المصلون ليهنئو كبار السن ونساء القريه والاطفال ويكون يوما جميلا وعيد سعيد أعاده الله علينا وعلى الأمة الاسلاميه بخير وأما الأطفال يركبون الحمير ويذهبون إلى الأنجع الأخرى البعيدة ليهنئوا لأصدقائهم زملاء المدرسة ويزورون المناطق الاثريه والجبال المعروفه بالقرية ويسافر المغتربون الذين يعملون في القاهرة بعد قضاء إجازة ممتعه بين أهلهم وزويهم




    وبعد الجولة المرهقة وليست بمرهقه لانك ترى اغلب اهل القريه منهم الكبير والصغير والطاعن فى السن وتتعرف على أهل قريتك عموما




    عدت إلى منزلنا وعاودوا في الاسئله للتأكد عن من زورتهم وبالذات كبار السن خشية بتركى لاحد منهم لكى لااكون فى ملامتهم




    وانا على مسطبة المنزل لكى استرخى وعلى البرش المفروش ومخدات أتكئ عليها انظر للارض والساقية ومن بينها النيل البديع وسارى المراكب الشراعية التي تطوف وتجول حاملة الاطفال ناحية الغرب إلى معبدي ابوسمبل وتعود مره أخرى ومعها أهل قرى الغرب ليهنئوا أهل الشرق شيء بديع هذا التواصل وإثناء تاملى لما أره وصل الجد بعمامته المميزة وشاله الأنيق وعكازه الذي لايفا رقه وضحك كعادته وقال على ما اعتقد أنت مرهق من اللف والدوران وزيارة اهلك فهذه هي شيمة بلادنا أن نزور أهالينا في المناسبات . سمعت صوت أطفال وإيقاع ( النقر شاد) الجميل




    بالدفوف




    وتصنت قليلا رايت مجموعه من الأطفال بملابسهم الزاهية تتوسطهم امرأة كبيره بزيها النوبى الانيق (جرجار الكومن) والسردهان المزكش الجميل حاملة في يدها اليمنى اناء




    من الخوص المزركش به( الاجول) والاجول مطموره للروائح كما زكرنا فى ما قبل مصنوعة من الخشب




    وهذه السيده (سكينه غوليب) جالبت الفرح والسرور للقريه تدعو لفرح ابن فى النجع الشرقي وخرجت الجدة بزغرودة وحيتها وباركت لها وعطرتها (سكينه غوليب) ومن في المنزل وانأ لن يفوتني عطرها الفواح وعرفت أن هذا العرس عرس (سمل)وتذكرته لأنه كان في المجموعه الساهرة معي ليلا أثناء الفيضان لعمل المتاريس .... شاب على خلق يعمل بلا كلل ولاملل شاب ذات مروءة وشهامة




    خرج الجد من المنزل وقال خذ قسطا من الراحة لكي نرى ترتيباتهم في الفرح




    ولحظة الحديث

    ووصل الطفل راكب الحماروهو صديقى الذى لايفارقنى ويظهر اثناء المحن وقلت للجد استاذنك وسأذهب الى مكان الفرح
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 11:10 pm

    الدفــة والمجـداف ( رمضان مكى )


    8]الجزاء السادس)
    هل تعرف مكان الفرح ياصحبى
    نعم
    وعندما وصلنا الى بدايه النجع شعرت بحركه غير عاديه نساء تحمل أونى كبيره على رؤسها وشباب يحملون الحطب فقلت للطفل فى اعتقادى وصلنا مكان الفرح فضحك وقال المنزل فى الشارع الخلفى على اليمين وجدت مجموعة كبيرة من الشباب مجهزين أفلاق من النخيل ليبداو فى عمل صيوان كبير (ويسمى بلين كرى) اي صيوان الفرح وكان بينهم العريس (سمل ) وحين رانى هرول الي مسرعا ونزلة من الحمار وعانقته بحراره وباركة له بعرسه وزفافه واراد ان يكرمنى ويجلسنى لكنى ابيت وانخرط مع مجموعة العمل ورأيت كل الشباب هناك يشاركون (سمل )فى ليلة فرحه
    وفرش الشباب الأبراش المزكشة التى اعطت طابع خاصا للمكان وظهرت مجموعة أخرى حا ملة الصوانى بصفوف منتظمه ووضعوها للجالسين وأولهم الضيوف الحاضرون من الاماكن البعيده مجاملتا للعريس واهله
    واما الاطفال حملوا الاباريق النحاسيه وامامه تشط من النحاس وعليها قطعه من الصابون وعلى اكتافهم فوط جميله وفى انتظار الكبار ليغسلو ايديهم قبل وبعد تناول العشاء واما الشباب واقفون بانتباه لتزويد من يريد اى شيى من (ادام)او اى شى اخروانتهت مراسم العشاء بالنسبه للرجال
    وتحرك الشباب لتقديم وتجهيز العشاء للنساء بنفس
    النظام وبدؤا يوزعون الطعام للنساء وفى اغلب الأحيان النساء تخدمن انفسهن بعدما يترك الطباخ المطبخ ويسلم المطبخ لهن فتكون تعليمات منه بان يحجزو بعض الطعام لاشياء طارئه ضيوف تاخروا اوعشاء الفنانين. وهدأ زحام مراسم العشاء امام منزل العريس
    وبقى الشباب الذى كانو يقومون فى خدمة المعازيم وتجمعوا فى منزل امام منزل العريس
    واحضر لهم العشاء.وحضر الفنانون واستضافوهم فى منزل اخر
    هدأ المكان وظل سكون فى شارع الفرح وتزكرت الطفل صاحب الحمار وراودنى خيالى وقلت انه نام وخرج احد الشباب من منزل قريب واصر ان اكون مع مجموعة من الشباب فى منزله وجلست معهم وتسامرنا كثير . تعليقات جميله وعما يحدث من احداث يوميه ظريفه وعن ظرفاء القريه وهم فرحون بالموسم القادم موسم جنى البلح ويتكلمون عن ترتيباتهم لها وسمعنا صوت زغروده وتبعتها زغاريد وايقاع دف هادئ و تيقنت انها علي مسافه بعيده وبداء الشباب يواصلون فى حديثهم دون التعليق حتى ان قرب الصوت والاْيقاع
    وبدأوا ينتبهون وينصتون تاركين الحديث وقال احدهم انه صوت( علينتو)خارج بالزفة الى الميدان الكبير وأقترب الصوت شيئا فشيئا صوت أطفال ونساء يردون على الفنان ( علينتو)
    (سمرقا أى فناري اركتنا )( سأرى السمراء فى بلدها أى نجعها حاملة" الحب بين يديها وسأهديها قماش من الحريرالطبيعى الجميل وعطرخاص لها لأنها حبيبتى ومحبوبتى سأرى السمراء فى بلدها أىنجعها) زفه رائعه ترى أضواء (الكولبات) يحملها الشباب حتي الميدان الكبيرميدان الافراح المعروف بالنجع الشرقى وبدأ الشباب يخرجون الى الميدان انتظارا لوصول الزفــة واتسعت الحلقه شيئا فشيئا وانتظمت حتى وصولهم الى الميدان بصفوف تثيرالاعجاب. وزادت الأضواء وخرجت من المنازل المجاوره عدة( كولبات) وكأنها كانت مفاجئه .ــــــــ واوضيئت الساحه وبدات تظهر الصفوف الأماميه بانتظام على إيقاعات.( الكوم بن كش) دون الغناء وانضبتت الصفوف الخلفيه علي نفس الايقاع وتجمعت صفوف الشباب وتغير الايقاع بزغرودة من أم العريس والتى وصلت للتو واللحظه مع مجموعة من جاراتها و أخوات سمل حاملين على رؤسهم الشموع المضيئة اضائه خافته تنعكس على ألوان الطرح الزاهيه والسردهان الجميل التى تلفحت به أم العريس مع الحلى النوبيه المعروفه والتى تتلألأ أثناء حركة الرقص مع الايقاع كامواج البحر صفوف منتظمة شابات جميلات فى اول الصفوف حاضنة العروسة وصفوف خلفها من المتزوجات وصفوف بنات النجوع الاخرى أتين لمجاملة أهل الفرح ليلة جميله يفرح فيها كل اهل البلد مشاركين اهل العريس والعرو سه . وصعدت الابخره من( القوفد ) اى المباخره وتعطرت الساحة بسمائها برائحة الصندليه والمسك المخلوط ووصل موكب العروسه الى حلبة الرقص وتم تغيير الايقاع بزغروده من صاحباتها البنات وبداء يغنى (البرسى)( ياسلام سيكلق ويره يا سلام بغبغانه) يقول ماسر جمال بغبغانتى اى يشبهها بالببغبغاء بهذاالطائر الوديع الهادى ويرد عليه الجمع بصوه واحد وكانه كورال ويكون بين البرسى والراقصين سجال وانسجام ويدخل الشباب اصحاب العريس برش الروائح على الراقصين والواقفين المتفرجين والمستمعين وبين كل حين واخريرفع يده (البرسى)وتهداء الأيقاعات ليدخل ل العريس بكلمة(دايميــــــن)باسم اقرباء العريس بالأسماء (حسن ابراهيمن تود)( دايمـــــن) من اهالى العريس والعروسه( دايمــــن )وهذه كنقوط وتحيه وترتفع الايقاعات مرة أخرى ويعود إلى أول الكوبليه(اباياسلام سيكلق ويره بغبغانه( دهيبه لون)ابا نيغ القى ياسلام),وتزدحم الساحه وتكبر الصفوف وتتسع الحلقه ويظهر شيخ الغفر مع الغفر وكل يأخذ مكانه حفاظا على الأمن و والنظام . اما (حسن البرسى) فنان وشاعر تلقا ئى مؤلف اغنية (ملكه داريه) والاغنيه يوصف فيها جمالها وقوة شخصيتها و رأيت فى هذا الفرح كل أصدقائى الذين عرفتهم فى الفتره القليلة اثناء وجودى وبالذات يوم الفيضان وتغيرالإيقاع فجأة" هادئا" وتغيرت حركة الرقص مع الإيقاع وتساوت الصفوف مرة أخرىووصل العريس صاحب الليله مع مجموعه من الشباب أهل النجع وأصدقائه المقربون بجلابيته ناصعة البياض وعمامه وشال وبيده ا ليمنى (كرباج)وخنجر مربوط عاى يده اليسرى شارة حمراء زات شراشيف تتدلى من طرف يده المحنية بالحنة ، وحياه الجميع فى صوت واحد( صلاة عليك يامحمد عاشق النبى يصلى عليك)وبدات زغروده جماعيه وارتفعت الايقاعات وهدأت قليلأ وظهر صوت مطرب جميل الا وهو المطرب المعروف (عبد الله باطا)الذى اتي خصيصا" من القاهره ليحضر فرح (سمل) ... حلاوة فى الصوة واداء رائع اداء فنان محترف ويساعدونه فى الايقاعات فنانين (سليم شعراوى وصالح عباس) وبداء الايقاع مستمر حتى ان انضبطة الصفوف الاماميه والخلفيه وبداء الكورس( الل-----------ه الله يسادو ووانقر انييه) ومعناها الله يسعدك يااخى يقصد العريس ويسعدك كمان وكمان .هذه الليله ليلتك ولليله بيضاء هيا نفرح وحتى النجوم بيضاء وتتللؤ فى السماء هيا تعطرو وعطروا من فى الساحه وتغيرة الرقصه الى ايقاع اخر تاكدت بان هناك تغيير سيحدث الا وهو الفنان ابن القريه المقيم بنجع كساب(صالح عباس) وظهر فى الافق شجن وبداء الكوورس بالرد عليه (مستو شيرتوه ووه دسى دناري كوه) اىالجميله زات الشعرالطويل و انتهت الوصله وخرجت العروسة واصحابها بزفه بسيطه الى منزلهم دون ان يشعر بهم احد انتظارلقدوم العريس . وبداء الشباب برقصة الكف المعرفه والتراثيه والكف له مريدوه ورجاله وعلى ايقاع( النقرشاد زائد الفيجاد) وهما نغمتين مختلفتين
    بثلاث دفوف اثنين للنقرشة وواحده للفيجاد وليس بينهم اى نشاذ واما الكف فهو شىء مدروس ومعروف وتكون هذه الرقصه فرديه وثنائيه وثلاثيه ولاتزيد عن ثلاث وتكون الرقصه داخل الحلبه ام العريس ترقص رقصه فرديه واخوات العريس رقصه مزدوجه والاقارب والاخرون من النساء ثلاثيه وهذه اصول رقصة الكف المعروفه فى النوبة واما الرجال يضربون الكف بالخارج على شكل دائرىوالكفافه معروفون وشد انتباهى رجل عاتىالبنيه وعلى كتفه بندقيه وشديد السمرة وقالو ان( عبد البين) وصل وهذا الرجل وهو من عتاة ضاربى الكف ويعمل خفيرفى البلد ولكنى لن اره مع مجموعة الخفر الذين حضرو للنظام
    فقال لى احد الشباب بانه يتاخر خصيصا فى كل الأفراح ليحضر ضربة الكف فقط ومن العجيب لن يعطى سلاحه لأحد يرقص وعلى كتفه بندقيته قلت له اولن تعوقه عن الحركه والبندقيه ثقيله
    قال. سترى الان لاتتعجل وبقيت متربصا لهذا الرجل ودخل الحلبه ووقف قليلا ونظر من حوله من ضاربى الكف وحملق بعينيه قارطا" لسانه باسنانه وذهب الى المجموعه الاخري باحثا" عن زملائه المحترفون وقف قليلا وركز وشمر كمييه الطويلتين وعدل بندقيته على كتفه الايمن وزبط العمه وربط وسطه بشال والتف حوله الاطفال ومع الايقاع تحرك عم (عبد البين) بسلاسة وبدء بضرب الكف ونظرت لمن حولى فوجدت ان كل المشاهدين انتبهوا لهذا الرجل الذى نظم هذه الرقصه ووكأنه قائد فرقه رغم ان عدد ضاربى الكف ليسو بقليلين وبداء الايقاع يعلو وصوت (البرسى والين تو) يصهلل ودخلت الفتيات تحييهم بالرقصات ويزيد ويبدع العم (عبد البين) تارة الى الامام وتارة الى اليسار واخرى الى اليمين ممسكا" رفيقه ويدخل داخل الحلبه ولايشاركه احد واستمرة هذه الرقصه لمدة ساعة تقريبا وتمر عليك كانها ثوانى وتحركة الزفه قاصدة" بيت العروسه ونحن فى الطريق ويقول صديقى الذى نبأنى عن العم (عبد البين )بانه خفير( درك ) فى نجعهم وهو فى البر الشرقى سمع ايقاع وضربة الكف (اولين أرقيد) في البر الغربي ولن يجد اية معديه للغرب . فعلق البندقيه على جزع من النخل وبداء يرقص حتى الصباح.. ووصلت الزفة الى بيت العروسة وحمل الشباب عريسهم (سمل) على الاكتاف وامام باب المنزل خرجة العروسة وصاحباتها لاستقبال العريس( بالباشريه) اناءبه لبن رائب شرفة له واخرى لها والكل بارك لهما. بحياه زوجيه سعيده لسمل وعروسه وجدت الطفل راكب الحمارفى انتظارى
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 11:11 pm

    الجزء السابع






    وسرعا ن مااردفت معه اى ركبت معه و وصلنا الى منزلنا فى النجع الغربى ووجدت الجد ذاهب لصلاة الصبح


    ورأنا .. قال اخبار الفرح تمام قلت انها كانت ليلة جميله وجدت فى نفسه السرور وقال العريس يستاهل


    وذهبنا الى المسجد سوياوبعد الصلاة ذهب الجد الى الزرع وقال انت طبعا" تعبان من السهر استريح حتى اللقاء وعلى باب المنزل قابلت الجده فكانت مبتسمه كالعاده لمجاملتى اهل العريس وانه اول حفل زفاف احضره فى القريه واحضرت لنا الشاى بطقوسها المعروفه وبداء اصوات العصافير تزقزق واليمام يغنى لفجر جديد ودارت السواقى وبدات تدب حركه الحياه فى القريه كعادتها


    وتشرق الشمس من جبل( مشا كيله) وانتظرت هذا المنظر الجميل حتي صعدة الشمس رويدا رويدا وغلبى النعاس وداهمنى النوم فى( المندرة ) الجميله التى تطل شبابيكهاعلى النهر ومعبدى ابوسمبل قمت من النوم على صوت سيده كبيره تشكولجدتى انها لن تذهب الى الفرح وان خلاف كان بينهاو بين ام العريس وسالتها . الجده ماسبب الخلاف الذى به تقاطعين جارتك . قالت الخلاف كان قبل ايام الفرح بيومين بخصوص بهائمى دخلت فى زرعهم وهبشت قليل من جزوع الذره واتت مسرعه ام سمل وعملت عركه ومشكله وكادت ان تضربنى لولا المزارعين اولاد الحلال و لهذا السبب انقطعت وقررت عدم الذهاب اليهم فى فرحهم ولكنى ذهبت الى بيت العروسه وقمت بالواجب معهم من غسيل حلل وصحون وصوانى حتى انتهت وجبة العشاء وعده لمنزلى بالباب الخلفى لكى لا يرانى احد ورقصة فى حوش منزلى حتى الصباح على انغام الكف فحضنتها جدتى وبكت السيده وهى فى احضانها وخرجت من الغرفه وقلت( للجده) اسف لقد سمعت ما دار من حواربينكم وضربت الجده المثل النوبى القائل(الجار الطيب يرقص فى بيته مهما كان من خلاف) اى يفرح من القلب دون ان يدرى الاخرون محل الخلاف ياله من مثل رائع فهؤلاء هم النوبيون اهل القيم والفضيله مهما يكن من خلاف يضربون به عرض الحائط اثناء الشدائد والافراح وتاسفة السيده بانها ازعجتنى بكلام حريم وانها لاتعرف بوجودى فتعرفة عليها ورجوت جدتى بان تذهب معها وتراضى ام سمل وتنهى الخلاف .


    الجدة . كنت ذاهبةاليهم غدا ومعى واجبهم( الكرييه) ولكن من اجل وصولك هنا ساذهب معك الأن وخرجو معا" لابسة" الكومن والشال وحذائها الكندوره ذو اللون الاحمر وكيس العطرون و علبة الدخان الاخضر . ووقالت لى الشاى جاهز على الجمر وجدك على وصول و صل الجد بعد خروجهم بدقائق.


    ها كيف الحال؟


    الحمد لله على مايرام اين جدتك حكيت له القصه وما دار من حديث بين السيده وجدتى . و وصفت له شكلها وانها جارة لام سمل العريس فعرفها وعلق( الجد )قائلا بأن الموضوع فى بدايته كان (سمل) خاطب بنت الست الى جات ومحصلشى نصيب تزوجها ابن عمها المقيم بمصر من سنه مضت. واخذها الى بر(مصر) وخلفومن كام شهرولد وكانت الست ديه فرحانه وكل اهل النجع باركولها والان هم مقيمين فى مصر وعشان كده ابننا( سمل) كان زعلان ولزعل ابنها ام( سمل) اخدت فى خاطرها كتير المشكله مش مشكلت بهايم فهو ده مربط الفرس ياابنى وده قسمه ونصيب على العموم ربنه يصلح الاحوال


    فوقفت هامما


    فقال الجد


    مالك قلت نسيت الشاىالذى وضعته جدتى على الجمرفضحك.وعلى المسطبه جلسناونحن نرى النيل والنخيل ونسمع اصوات السواقى القى التحيه رجل فقال الجد فضل يا مرقنى اى (مرغنى)فتزكرته فى الحال انه الرجل المشاكس مع( احمد افندى)فى ليلة البوسطه قلت له ماحدث فضحك الجد وضحك دول على طول كده ناقر ونقيرلان ابن( مرغنى) بيشتغل فى مصر وبيرسله جواب وطرد كل شهر. وهو بيشتغل فى الطاحونه دلوقتى رايح هناك واتكاء الجد علىالحائط ومدد رجليه واخذ شرفتا من الشاى الساخن وقال غداسنعمل خيمة الحداد ( وهو عمك صالح الحداد ) يضع عدة الحداده هنا من العام للعام وارسل مرسال من النجع الشرقى بتجهيز خيمته وهى عادتنا كل عام فى موسم (جنى البلح )وكل سنه وانت طيب ياولدى.


    واخبرت شباب النجع بانتظارىمكان الخيمه ووقف لادخل اونى الشاى رايت الجده قادمه من المهمه المكلفه بها وعلى وجهها ابتسامه عريضه انتظرتها قليلا وقلت لها خيراانشاء الله قالت الحمد لله تصالحو بعد ملامة" عريضه وتركتها معهم ونظر الجد وابتسم ودخل( الجد) الى الدهليز واخرج عدد الحداده( كور) الت نفخ يستعملها الحداد من الجلد وبعض قطع الحديد وجوال من الفحم وحضر صديقى الطفل راكب الحمار وهو مدعو دائما فى كل المناسبات ليساعد جده الكبير اخد الاشياء على حماره وسبقنا الىمكان خيمة الحداد وترجلنا خلفه لان المسافه قصيره__________


    ووجدنا شباب النجع يجهزون ويحفرون لوضع الافلاق حاملة الخييمه وتم تجهيز مكان الكور وبدأ الجد يعطى ارشاداته لوضع الكور مكان تسخين الحديد بعكس اتجاه الريح واحضرو بعض الازيار ووضعت فى اتجاه الهواء لتكون بارده وبعيده عن مكان النار وجهزت الخيمه فى انتظار العم (صالح الحداد) وجلس الجميع وتناولو كوب من الشاى وقرأو الفاتحه ودعو الله ان يوفقهم فى هذا الموسم وقال الجد الكل يجهز ادوات الزراعه من مناجل وقدوم وفؤوس لان الحداد سيكون هنا بالنجع مدة قليله وسيذهب الى انجع اخرىوفىصباح اليوم الثانى قبل شروق الشمس سمعت طرقا على الباب فقمت مسرعا" وكان جدى قد خرج وفتحت الباب وجدت رجلا نحيلا ولكن على وجهه الوقار بعمامته وشاله وحماره العاتى من سرج وبرس ولجمام ومخلاتين بالجنبين فقال كيف الحال فين جدك رددت عليه فى الزرع.


    هومش عارف انى جاى.


    قلت له مين حضرتك.

    قال انا عمك الحداد اتفضل( ياعم صالح )كل شىء جاهز ورد قائلا اين( جدتك) قلت له بالداخل وفى هذه الحظه خرجت الجده اهلا ياشيخ ووه صالح( تبد) اتفضل( تبد) بمعنى الحداد او الصانع فعاتبته كثير لعدم زيارته الا
    avatar
    سمل الولياب


    المساهمات : 141
    تاريخ التسجيل : 23/01/2010

    الدفة والمجداف Empty رد: الدفة والمجداف

    مُساهمة  سمل الولياب السبت يناير 30, 2010 11:12 pm

    الجزاء الثامن)
    ملخص ما سبق:
    "بعد عودتي من حضور مراسم العرس، قامت الجدة بجولة صلح ناجحة لأم العريس وإحدى الجارات، وبناءا على توجيه الجد قمت مع الشباب بتحضير خيمة خاصة سيقوم عم "صالح" الحداد بالعمل فيها لاصلاح أدوات الحصاد للموسم الجديد "... ونتابع .....
    .................................................. .................
    فىصباح اليوم الثانى قبل شروق الشمس سمعت طرقا على الباب فقمت مسرعا" وكان جدى قد خرج وفتحت الباب فوجدت رجلا نحيلا ولكن على وجهه الوقار بعمامته وشاله وحماره العاتى من سرج وبرس ولجمام ومخلاتين بالجنبين فقال: " كيف الحال فين جدك ؟" رددت عليه:" فى الزرع " ، فأردف قائلا :"هومش عارف انى جاى؟"
    قلت له:" مين حضرتك؟" قال:" انا عمك الحداد"، " اتفضل( ياعم صالح ) كل شىء جاهز"، ورد قائلا:" اين( جدتك)" قلت له:" بالداخل"، وفى هذه اللحظه خرجت الجده ورحبت بالشيخ "اهلا ياشيخ ووه صالح( تبد) اتفضل"( تبد- بمعنى الحداد او الصانع) فعاتبته كثيرا لعدم زيارته الا في المواسم وبرر عتاب( الجده) بانه مشغول طول العام فقالت :"الله يصلح حالك وحال العباد اتفضل اشرب شاى مع الفطار"، فنظر اليّ قائلا مرة اخرى:" فين جدك؟" قلت :"واقف هناك عند الزرع و تحرك الينا" وقال العم صالح:"هوشافنا؟"، وفرشت البرش وجلس عم (صالح )
    دخلت( الجده) لتحضر الفطار والشاى ووصل الجد ووقف العم صالح وعانقه بحراره وعاتبه كما عا تبته جدتى وقال:" كل شىء جاهز" وأبى ان يجلس مرة اخرى وقال الجد:" احضر الفطار والشاى فى الخيمه"، وذهبا معا الى الزرع واخذوا الحمار مترجلين مكان الخيمه.
    خرجت انا و (الجده) حاملين الاشياء كعادتها وجدت بعض المزارعين هناك والكل يسلم على العم( صالح الحداد ) بترحاب واشتياق انزلوا السرج من الحمار وربطوه بعيدا وجرى احد المزارعين واتى بربطه من القش لحمار الحداد وخلع عم (صالح) جلبابه وعمامته والشال ونظر للخيمه وماتم ترتيبه وعلق ملابسه ووقف بملابس العمل العراقى الازرق والسروال والطاقيه و نظارة النظر، احضروا جوال الفحم ووضعوه امام( الكور
    ) كان الفطار جاهزا والشاى ايضا فطر الجميع وبدأ العم صالح يتعامل مع الكور، تصاعد الدخان وابتعد المزارعون عن جمرات تتطاير مع حركة النفخ وهديه وتحول الدخان الى جمر ملتهب وقال عم صالح مبديا ملحوظه:" ان السنديال ليس فى مكانه"، وغير الاتجاه وادخل الحديد فى النار وبدأ يتغير لونه وهو يقلبه يمينا ويسارا ليكون التسخين بانتظام وحضر شاب وهو الصبى الذى يطرق له الحديد كل عام وهو ابن من ابناء النجع (صالحين ) واخرج الحديد من النار بكماشة كبيره وبدأ الشاب يطرق وعم (صالح) يشكلها ، فقال شخص:" السلام عليك" ورد الجميع وتاكدت منه فإذا هو (مرغنى) وقف جانب الشاب (صالحين) واقترب على اذنه ووشوش له بشىء فاعطاه المطرقه وكان العم صالح منهمكا فى تشكيل الحديد بشاكوشه الصغير وفى اول ضربه عرف عم صالح ان الطرقه قد تغيرت فرفع عينيه من داخل نظارته وعرف من هو فلم يتكلم وفى الطرقه الثانيه طارت الحديدة من الكماشه المخلبية بصوت صفير وكأنها رصاصه الى السماء وخرجت من سقف الخيمه وانبطح من كان جالسا والواقفون وضعوا ايديهم على رؤوسهم وسقطت الحديده مرة اخرى على الخيمه بعد ان عملت فتحه ملتهبه فى منتصفها وبينما الكل فى زهول وحيره جرى الجد واطفأ اللهب من الازيار الموجوده داخل الخيمه وتنفس الجميع الصعداء، من كان منبطحا ومن وضع يده على راسه لكن الله سلم لعدم وجود رياح، اما انا فقد كنت واقفا مع الواضعين ايديهم على رؤوسهم فالتفت الكل الى( مرغنى) وقال رجل كبير:"انت ايه الي حشرك ياخى كنت حتعمل مصيبه الله يهديك، تدخل فيل اللى ليك و اللي مليكش"، كان العمده وشيخ الخفر متجهين ناحية الطاحونه راكبين حميرهم فرأوا الزحام امام خيمة الحداد واتجهو نحونا :"السلا م عليكم"، "، عليكم السلا م"
    العمده:" خبر ايه؟ فيه ايه؟" فوجد جدى واقفا، نزل العمده وسلم على( الجد ) واعتذر له بانه لم يره فى الزحمه وسلم على العم( صا لح) وقال:" كل سنه وانت طيب"، فجلس العمدة وجلس الجميع فحكوا له ماحدث وان السبب (مرغنى) ، قال العمده:" فين هو ؟ فين هو.؟" فوقف وسط شباب المزارعين مكسوفا .العمده:" ياخى انت ايه؟ كل يوم مشكله انت مش كنت عامل مشكله فى البوسطه مع احمد افندى من يومين؟، انت طول عمرك مشكله؟، مش فيه ورديه فى الطاحون مرحتش ليه ايه الي جابك هنا؟، واستطرد قائلا:"يا(مرغنى ) امشى مستقيم يهتار ادوك فيك "...بلكنته النوبيه الجميله وهنا تذكرت العم (سمبو) ثقافتى نوبى وفى السياسه ( بردك) بالنوبى فقال شباب المزارعين ان عم ( صالح ) واخد على خاطره من (مرغنى) العمده :"قوم بوس على راس عمك ( صالح)"، وتقبل العم صالح الاعتذار واخذ العمده (مرغنى ) الى ورديه الطاحونه رادفا مع شيخ الخفر.
    بدأت الادخنه تتطاير مع حركت الكور وتتناثر منها ذرات الفحم ويبتعد الواقفون وهدأت وتحولت الى جمر وبدأ (صالحين) يطرق الحديد ساخنا والحداد يشكله .وقف ( الجد) وقال:" غدا باذن الله سنبدأ فى جنى البلح وترتيباته كالتالي ان نجنى اولا للحريم الارامل، التانى اللي ازواجهم ماتوا قريّب سامعين الكلام ياشباب طيب فيه كام واحد يقطعوا البلح فى الموسم ده"، فقام احد المزارعين :" نمره واحد ( قله) وهى سيده محترفه فى قطع النخيل( وبتيت) و(شعبان بروكى) ودول معروفين"، يقول( الجد ) :"مفيش حد اتعلم من الشباب من السنه الي فاتت"، وقف شاب وقال:" انا (بلال)"، قال( الجد) :"اذن اربعه مجموعات.... ح نبدأ من جنوب النجع والاولاد الصغيرين الى بيلقّطو البلح يبدأوا من شمال النجع، ووقت التقسيم ينضموا علينا عشان ميبقاش زحمه"، وعاود مكررا:"خلا ص الجميع تمام أطفأ العم (صالح) الكور وّأمن عليه جيدا برش الماء على الجمر وغطى الكور واستأذن وركب حماره وقال:" سنلقاكم غدا" أصر الجد على ان يكون معنا بالمنزل فأبى لظروفه وانصرف الجميع وبقى (صالحين ) صبى( الحداد) ليتمّم ويأمن المكان مرة اخرى ويجهّز لليوم الثانى من فحم وحديد وملئ الازيار.
    ترجل الجد مسبقا وبقيت انا معه وحل الظلام وارتفعت اصوات الضفادع من الجداول والجسور وظهرت اضواء خافته فى مرتفعات منازل النجع وكانت الدنيا كلها قد هدأت، وقفنا قليلا امام الخيمه ورأينا ان ( اللمبات) اى الفونيس تتحرك الى اتجاه اليمين من منزلنا فتنبه (صالحين ) وركز ناحية الاضواء فقال:" انت شايف اللي انا شايفه"، قلت له:" طبعا"، وركزنا قليلا لقد زادت حركه الاضاءة انوار بطاريات تتحرك بسرعه وهذا دليل ان حامليها ملهوفون يجرون لشىء ما ودون ان ندرى وصلنا الى المكان وتنفسنا الصعداء وسألنا ماذا حدث فقالت سيدة:" ان جارتكم الحاجه (شريفه) لدغها (عقرب )" وتقول انها كانت جالسه معهم من خلف البيت ناحية الباب الصغير وألح الولد على جدته بتحضيرالعشاء لانه سيقوم قبل صلاة الصبح مع الاطفال لجمع البلح وحصل اللي حصل على العموم جدتك هى اللى بتعملها الورتاب (التفصيد) والتفصيد وهوالتشريط بالموس مكان لدغة العقرب وكل الحريم والشباب جوه وانا ح اروح اجيب من البيت شوية ( نججين امبرتى) تقصد (حلف البر). دخلنا المنزل حيث الكل متواجدون وكانت الحاجه (شريفه) تتألم جدا والكل فى حيرة مابعدها حيره وتشرب كوب من الليمون الخالص وبعض من الشباب يبحثون بالبطاريات عن العقرب داخل الحوش والغرف وفى احدى الغرف وجدوا الصبى نائما واختلف الشباب بان يصحوه من النوم العميق وأصر احدهم انه نائم على البرش فى الارض يجب ان يصحى وقال:" يمكن المصيبه دى تحت البرش" افاقوا الصبى بحنيه لكى لا ينزعج من الزحام داخل البيت ولم يجدوا العقرب وتحرك احد الشباب ووجده فى ركن الحيطه وفضربه وقتله ورشقه من المنتصف ووضعه على كتف الحائط فى الباب من الخارج فى ناحية اليسار فسألته :"مالحكمه فى ذلك؟" ، فقال لنتذكره وتكون أمام العين دائما
    اما الحاجه( شريفه) فقد بدأت تفوق وتسال عن حفيدها اتعشى واللا لسه.
    فردت عليها إحدى السيدات :"انتى فى ايه واللا ايه؟" وقالت بنتها التى حضرت من النجع الشرقى:"الولد ده سفريّه لأمه فى مصر عشان هو الى تاعبك يأمى، او ييجى معايه"، فرفضت تماما واطمئن عليها اهل النجع وتركوا معها ابنتها والصبى وقبل شروق الشمس وعلى صوت القمرى (اليمامه) وزقزفة العصافير قمت مسرعا وفتحت شبابيك المندرة لكى أرى المنظر البديع وصبّحت علي جدتى بصباح جميل وهى مبتسمه وتقول :"كل عام وانت طيب".
    ..................يتبـــــــــــــــــــــــــع... ...........رمضان مكي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:58 am