تابع " الكتاب"
كتاب كَتَبَ لي أماناً من الدَّهر، وهنَّاني في أيام العمر.
كتاب أوجب من الاعتداد فوق الأعداد، وأودع بياض الوداد سواد الفؤاد.
كتاب النظر فيه نعيم مقيم، والظفرُ به فتح عظيم.
كتاب ارتحت لعيانه، واهتززت لعُنوانه.
كتاب هو من الكتب المَيَامين، التي تأْتي من قبل اليمين.
كتاب عددته من حجول العُمرِ وغُرَره، واعتَدَدته من فُرَص العيش وغُرَره.
كتابٌ هو أنفس طالع، وأكرم متطلع، وأحْسن واقع، وأجلُّ متوقع.
كتابٌ لو قُرئ على الحجارةِ لانْفجرَت، أو على الكواكب لانتثَرت.
كتاب كِدتُ أُبْليه طيًّاً ونشراً، وقبّلتهُ ألفاً، ويَدَ حامله عشراً.
كتاب نسيتُ لحسنه الرَوْضَ والزّهر؛ وغفرتُ للزمان ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.
كتابٌ أمْلَيْته هِزّة المجدِ على بنانكَ، ونطقَ به لسانُ الفَضلِ عن لسانك. أنا ألتقطُ من كلِّ حَرفٍ تُديرُه أنامُلك تُحفة، وآخُذ من كل سطرٍ تتجشَّمُ تخطيطَه نزهة. إذا قرأت من خطك حَرْفاً، وجدتُ على قلبي خِفًّاً، وإذا تأمّلت من كلامك لفظاً، ازددت من أُنْسي حظاً.
كتاب كتبَ لي أماناً من الزمان، وتوقيعٌ وقعَ مِنِّي مَوْقِعَ الماء من العطشان.
كتاب هو تَعِلَّةُ المسافر، وأُنْسَةُ المستوحش، وزبدة الوصال، وعُقْلة المستوفز.
كتاب هو رُقية القلب السليم، وغرة العيش البهيم،
كتاب هو سَمَرٌ بلا سَهَر، وصَفْوٌ بلا كدَر.
كتاب تمتَّعت منه بالنعيم الأبيض، والعيش الأخضر، واستلمته استلام الحجر الأسود، ووكلتُ طرفي من سُطُورِهِ بوشْي مُهلَّل، وتاج مُكَلَّل، وأَوْدَعْتُ سمعي من محاسنه من أنساني سماعَ الأغاني من مطربات الغواني. نشأت سَحَابة من لفظك، غَيْمُها نِعمةٌ سابغَة، وغيْثها حِكْمَةٌ بالغهٌ، سقَتْ رَوْضة القلب، وقد أجهدتها يَدُ الْجَدْبِ؛ فاهتزت وَرَبَتْ، واكتست ما اكتسَبَتْ.
كتابٌ حسبته ساقطاً إليّ من السماء، اهتزازاً لمطلعه، وابتهاجاً بحسْنِ موقعه، تناولتُه كما يُتناول الكتابُ المرقومُ، وفضضْتُهُ كما يَفضُ الرَّحيق المختوم.
كتاب كالمشتري شَرُفَ به المسير، وقميص يوسفَ جاء به البشير.
كتاب هو من الحسن، رَوضة حَزن، بل جَنةُ عَدْنٍ، وفي شرح النفس وبَسْطِ الأنس برد الأكباد والقلوب، وقميص يوسف في أجفان يعقوب. قد أهديت إليّ محاسنَ الدنيا مجموعةً في ورقه، ومباهج الحلى والحلل محصورة في طبقه.
كتابّ ألصقْتُه بالقَلْبِ والكبد، وشممته شمَّ الولد. ورَدَ منك المسْكُ ذكياً، والزهرُ جَنِيًّاً، والماء مريّاً، والعيش هنيًّاً، والسحر بابليًّاً.
كتاب مَطلعهُ أهِلّة الأعياد، وموقعه موقع نَيْل المراد.
كتاب وجدته قصيرَ العمر، كليالي الوصال بعد الهجْر، لم أبدأ به حتى استكمل، وقارَبَ الآَخِر منه الأوّل. كتاب منتقض الأطراف، منقطع الأكتاف، أبتَرُ الجوارح، مضطرب الجوانح، كتاب كأنه توقيع متحرَز، أو تعريض مُتبرز. كاد يلتقي طَرَفاهُ، ويتقارب مُفْتتحه ومُنتهاهُ.
كتاب التقَتْ طرفاه صِغَراً، واجتمعت حاشيتاه قِصراً. ما أظنني ابتدأْتُهُ حتى ختمته، ولا استفتحته حتى أتممته، ولا لمحته حتى استوفيته، ولا نشرته حتى طويته، وأحسبنْي لو لم أجوّد ضبطه، ولم أُلْزم يَديَّ حفظَهُ، لطار حتى يختلط بالجوّ، فلا أَرَى منه إلاَّ هباءً منثوراً، وهواءً منشوراً.
كتاب حسبته يطيرُ من يدي لخفّته، ويلطف عن حِسّي لقلّته، وعجبتُ كيف لم تحمله الرياحُ قبل وصوله إليّ، وكيف لم يختلط بالهواء عند وصوله لديّ.
كتاب قصَّ الاقتصارُ أجنحته، فلم يَدَع له قوادم وَلا خوَافِي، وأخذ الاختصار جثِّته، فلم يبق ألفاظاً ولا معاني. طلعَ كتابُكَ كإيماء بطَرْفٍ، أو وَحْيٍ بَكَفّ.
كتاب كَتَبَ لي أماناً من الدَّهر، وهنَّاني في أيام العمر.
كتاب أوجب من الاعتداد فوق الأعداد، وأودع بياض الوداد سواد الفؤاد.
كتاب النظر فيه نعيم مقيم، والظفرُ به فتح عظيم.
كتاب ارتحت لعيانه، واهتززت لعُنوانه.
كتاب هو من الكتب المَيَامين، التي تأْتي من قبل اليمين.
كتاب عددته من حجول العُمرِ وغُرَره، واعتَدَدته من فُرَص العيش وغُرَره.
كتابٌ هو أنفس طالع، وأكرم متطلع، وأحْسن واقع، وأجلُّ متوقع.
كتابٌ لو قُرئ على الحجارةِ لانْفجرَت، أو على الكواكب لانتثَرت.
كتاب كِدتُ أُبْليه طيًّاً ونشراً، وقبّلتهُ ألفاً، ويَدَ حامله عشراً.
كتاب نسيتُ لحسنه الرَوْضَ والزّهر؛ وغفرتُ للزمان ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.
كتابٌ أمْلَيْته هِزّة المجدِ على بنانكَ، ونطقَ به لسانُ الفَضلِ عن لسانك. أنا ألتقطُ من كلِّ حَرفٍ تُديرُه أنامُلك تُحفة، وآخُذ من كل سطرٍ تتجشَّمُ تخطيطَه نزهة. إذا قرأت من خطك حَرْفاً، وجدتُ على قلبي خِفًّاً، وإذا تأمّلت من كلامك لفظاً، ازددت من أُنْسي حظاً.
كتاب كتبَ لي أماناً من الزمان، وتوقيعٌ وقعَ مِنِّي مَوْقِعَ الماء من العطشان.
كتاب هو تَعِلَّةُ المسافر، وأُنْسَةُ المستوحش، وزبدة الوصال، وعُقْلة المستوفز.
كتاب هو رُقية القلب السليم، وغرة العيش البهيم،
كتاب هو سَمَرٌ بلا سَهَر، وصَفْوٌ بلا كدَر.
كتاب تمتَّعت منه بالنعيم الأبيض، والعيش الأخضر، واستلمته استلام الحجر الأسود، ووكلتُ طرفي من سُطُورِهِ بوشْي مُهلَّل، وتاج مُكَلَّل، وأَوْدَعْتُ سمعي من محاسنه من أنساني سماعَ الأغاني من مطربات الغواني. نشأت سَحَابة من لفظك، غَيْمُها نِعمةٌ سابغَة، وغيْثها حِكْمَةٌ بالغهٌ، سقَتْ رَوْضة القلب، وقد أجهدتها يَدُ الْجَدْبِ؛ فاهتزت وَرَبَتْ، واكتست ما اكتسَبَتْ.
كتابٌ حسبته ساقطاً إليّ من السماء، اهتزازاً لمطلعه، وابتهاجاً بحسْنِ موقعه، تناولتُه كما يُتناول الكتابُ المرقومُ، وفضضْتُهُ كما يَفضُ الرَّحيق المختوم.
كتاب كالمشتري شَرُفَ به المسير، وقميص يوسفَ جاء به البشير.
كتاب هو من الحسن، رَوضة حَزن، بل جَنةُ عَدْنٍ، وفي شرح النفس وبَسْطِ الأنس برد الأكباد والقلوب، وقميص يوسف في أجفان يعقوب. قد أهديت إليّ محاسنَ الدنيا مجموعةً في ورقه، ومباهج الحلى والحلل محصورة في طبقه.
كتابّ ألصقْتُه بالقَلْبِ والكبد، وشممته شمَّ الولد. ورَدَ منك المسْكُ ذكياً، والزهرُ جَنِيًّاً، والماء مريّاً، والعيش هنيًّاً، والسحر بابليًّاً.
كتاب مَطلعهُ أهِلّة الأعياد، وموقعه موقع نَيْل المراد.
كتاب وجدته قصيرَ العمر، كليالي الوصال بعد الهجْر، لم أبدأ به حتى استكمل، وقارَبَ الآَخِر منه الأوّل. كتاب منتقض الأطراف، منقطع الأكتاف، أبتَرُ الجوارح، مضطرب الجوانح، كتاب كأنه توقيع متحرَز، أو تعريض مُتبرز. كاد يلتقي طَرَفاهُ، ويتقارب مُفْتتحه ومُنتهاهُ.
كتاب التقَتْ طرفاه صِغَراً، واجتمعت حاشيتاه قِصراً. ما أظنني ابتدأْتُهُ حتى ختمته، ولا استفتحته حتى أتممته، ولا لمحته حتى استوفيته، ولا نشرته حتى طويته، وأحسبنْي لو لم أجوّد ضبطه، ولم أُلْزم يَديَّ حفظَهُ، لطار حتى يختلط بالجوّ، فلا أَرَى منه إلاَّ هباءً منثوراً، وهواءً منشوراً.
كتاب حسبته يطيرُ من يدي لخفّته، ويلطف عن حِسّي لقلّته، وعجبتُ كيف لم تحمله الرياحُ قبل وصوله إليّ، وكيف لم يختلط بالهواء عند وصوله لديّ.
كتاب قصَّ الاقتصارُ أجنحته، فلم يَدَع له قوادم وَلا خوَافِي، وأخذ الاختصار جثِّته، فلم يبق ألفاظاً ولا معاني. طلعَ كتابُكَ كإيماء بطَرْفٍ، أو وَحْيٍ بَكَفّ.