نحن عنوان للتـــعاون .... نحن تاريخ

جزيرة كولب عروس النوبة يا اجمل زفافه
ويا حسرت الزول الأصلو ماشافة
جمالها طبيعي يعجز الرشيد في أوصافة
يكفي النيل يبتسم ساعة يوصل أطرافة
ويتراقص الحوت في ضفافة
سرب الطيور في حلقاته لافة
والغصن المندى يتمايل أطرافة
حتى الرمال يرقش نادرة أوصافة
زى دهب الخليج الخالص نظافة
جزيرة كولب عروس مالقيت خلافة
نسيمه عليل يشفى المريض من آفة
جيله جيل كرم نابع من عفافه
جيل الكرم والذوق والثقافة

نسايم نوبة الحلوه تهدينا وترسينا
نقابل فيها ناس طيبين فراقهم كان ببكينا
يا قطار الشوق متين توصل حبيبنا هناك راجينا
متين نحضن عويناتو متين يسرع يحينا
بلدنا بتنادينا وشوقنا ليها يشجينا
قلبى الحزين بروح لى منو انتى اللينا دايما امنا
وباقية حتى فى اسمنا
بنطير سنين وبالحنين نعود لحضنك عشنا
ونلاقى روحنا محتاجين لزولا يمسح دمعنا

قيل ماذا يعني الحنان .. قالوا : أن يستريح الإنسان إلي شاطيء بعد رحلة سفر متعبة .. وأن يجد صدرا يلقي عليه متاعبه دون خوف أو إستجداء أو ثمن ...
منذ عشر سنوات أو نيف لم أزر جزيرة كولب الحبيبة ... وعندما إزددت شوقا وحنينا إليها هممت بزيارتها وأعددت العدة لذلك.. ولكن شاءت الأقدار بأن فقدت فيها أعزّ ما أملك قبل أن تطأ قدماي فيها ..فقدت ذلك الصدر الحنون الذي كنت استريح عليه .. ذلك الصدر الذي كان لا يحدّه حدود ..فبقي لنا صدر كولب .. إنها إرادة الله ولا راد لقضاء الله ...رحم الله ابوى الحبيب وأسكنه فسيح جنّاته ...
بعد القبول بقضاء الله وقدره وبعد الإنتهاء من واجب العزاء وجدت سانحة للتجوّل في كولب ..هي جزيرة كولب وهم أهل كولب كما كانت من قبل من حيث الطيبة و السماحة و كرم الضيافة و الشهامة و المروءة وإن حدثت بها نقلة حضارية كبيرة في جميع أوجه الحياة .. شيبا و شبابا أصبحوا يتمتعون بقدر واف من التعليم العالي و الثقافة العالية .. و أصبحوا ذو همم عالية في العمل المخطط المدروس.. لا يقلّون بأي حال من الأحوال عن أقرانهم في أصقاع الدنيا بل يوجد منهم من يتفوّقون عليهم .. فهنيئا لكولب بهؤلاء ...

هناك علي ضفاف النيل العظيم وفي ساب تحديدا كانت مراتع الصبا و ملاعب الطفولة تحت ظلال النخيل بقايا من آثار لهونا و علي الجدران العتيقة بعض ذكري جميلة وفي طين الجروف الناعم آثار أقدامنا لا تزال باقية أطفالا بحب قريتنا شغاف نهيم بها عشقا نهواها في اسراف وكيف لا نهوي حينها منابت الصبا .. النيل .. النخيل .. العطرون .. الحلفا و الصفصاف .. ما أصدق الإنسان حينها و أكثره براءة وطهرا من أي زمان آخر .. لا هموم تثقل كاهلنا ولا شيء يكدّر صفونا الجميل أو ينتشل فكرنا صوب ناحية أخري ونحن نلعب الكود شل .. و الشدّيق .. وشليل و ينو سرقو الدودو .. والمصارعة التي كانت تقوي عودنا...و السيلة وكرة القدم( الشراب).. . وجميع أنواع الرياضة المحبّبة إلينا في ذلك الوقت ...
.. ونخوض في النيل منتشين .. نسبح أحيانا ونبعثر ماؤه بأيادينا .. وأحيانا أخري نصطاد الأسماك كمجموعات وحين نري رفّاسا عابرا أو كنتينا علي مركب أو شاهدنا طائر عبد النورتود عائما نصفق ونحن في قمة السعادة وما أن يحين الغروب إلاّ وتبدأ رحلة العودة صوب الديار محملين بالاثل و الرند و الاقاح الجميلة ونحتسي شايا بالحليب و اللقيمات علي عجل بالدار نعود أدراجنا متلهفين للهو في الرمال الناعمة نطالع بوجوهنا صوب السماء مستمتعين بمشاهدة القمر حيث كان يحلو اللعب و السمر ..وبعدها كنّا نعدو صوب أهلنا إذ أنهم سوف يفتقدوننا عند العشاء و بعد العشاء كنّا نسرع الي مراقدنا في أحضان أمهاتنا وجداتنا نستمع الي حكاويهم العذبة و نستمتع بقصص فاطمة السمحة و الجلاّبة خليل .. سيفي ذبّاح وكلبي نبّاح ناري توقد للصباح .. هذه الأحاجي كانت تغرس فينا روح الشجاعة و الحماسة و الأخلاق الحميدة ..
هذه بعض الخواطر التي جالت بخاطري و أنا في أحضان جزيرة كولب الحبيبة...

فى حضرة جلالك يطيب الجلوس ...تسجيل
حضور ومتابعة دائمة بأذن الله ... ولأول مرة
نحس بحلاوة التاريخ مع هذة السلاسة فى السرد
نتمنى أن يستمر هذا الأيقاع بأنتظام حتى نستفيد
تواصلا" جميلا" لأجيال متعطشة لمعرفة القديم
الحديث ..